سورة مريم - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (مريم)


        


{قَالَ رَبِّ إِنّى وَهَنَ العظم مِنّى} تفسير للنداء والوهن الضعف، وتخصيص العظم لأنه دعامة البدن وأصل بنائه ولأنه أصلب ما فيه، فإذا وهن كان ما وراءه أوهن وتوحيده لأن المراد به الجنس، وقرئ و{هن} و{وهن} بالضم والكسر ونظيره كمل بالحركات الثلاث. {واشتعل الرأس شَيْباً} شبه الشيب في بياضه وإنارته بشواظ النار وانتشاره وفشوه في الشعر باشتعالها، ثم أخرجه مخرج الاستعارة وأسند الاشتعال إلى الرأس الذي هو مكان الشيب مبالغة، وجعله مميزاً إيضاحاً للمقصود، واكتفى باللام على الإِضافة للدلالة على أن علم المخاطب بتعين المراد يغني عن التقييد. {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً} بل كلما دعوتك استجبت لي وهو توسل بما سلف معه من الاستجابة، وتنبيه على أن المدعو له وإن لم يكن معتاداً فإجابته معتادة، وأنه تعالى عوده بالإِجابة وأطمعه فيها، ومن حق الكريم أن لا يخيب من أطمعه.


{وَإِنِّي خِفْتُ الموالى} يعني بني عمه وكانوا أشرار بني إسرائيل، فخاف أن لا يحسنوا خلافته على أمته ويبدلوا عليهم دينهم. {مِن وَرَائِى} بعد موتي، وعن ابن كثير بالمد والقصر بفتح الياء وهو يتعلق بمحذوف، أو بمعنى {الموالى} أي خفت فعل الموالي من ورائي، أو الذين يلون الأمر من ورائي. وقرئ: {خفت الموالي من ورائي} أي قلوا وعجزوا عن إقامة الدين بعدي، أو خفوا ودرجوا قدامي، فعلى هذا كان الظرف متعلقاً ب {خِفْتُ}. {وَكَانَتِ امرأتى عَاقِرًا} لا تلد. {فَهَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ} فإن مثله لا يرجى إلا من فضلك وكمال قدرتك، فإني وامرأتي لا نصلح للولادة. {وَلِيّاً} من صلبي.


{يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ} صفتان له وجزمهما أبو عمرو والكسائي على أنهما جواب الدعاء، والمراد وراثة الشرع والعلم فإن الأنبياء لا يورثون المال. وقيل يرثني الحبورة فإنه كان حبراً، ويرث من آل يعقوب الملك، وهو يعقوب بن إسحاق عليهما الصلاة والسلام. وقيل يعقوب كان أخا زكريا أو عمران بن ماثان من نسل سليمان عليه السلام. وقرئ: {يرثني وارث آل يعقوب} على الحال من أحد الضميرين، وأو {يرث} بالتصغير لصغره، ووارث من آل يعقوب على أنه فاعل {يَرِثُنِى} وهذا يسمى التجريد في علم البيان لأنه جرد عن المذكور أولاً مع أنه المراد. {واجعله رَبِّ رَضِيّاً} ترضاه قولاً وعملاً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8